فصل: الإمام العمدة المتقن الشيخ رمضان بن صالح بن عمر بن حجازي السفطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» **


 الإمام العمدة المتقن الشيخ رمضان بن صالح بن عمر بن حجازي السفطي

الخانكي الفلكي الحيسوني أخذ عن رضوان أفندي وعن العلامة الشيخ محمد البرشمسي وشارك الجمال يوسف الكلارجي والشيخ الوالد وحسن أفندي قطة مسكين وغيرهم وأجتهد وحرر وكتب بخطه كثيرًا جدًا وحسب المحكمات وقواعد المقومات على أصول الرصد السمرقندي الجديد وسهل طرقها بأدق ما يكون وإذا نسخ شيئًا من تحريراته رقم منها عدة نسخ في دفعة واحدة فيكتب من كل نسخة صفحة بحيث يكمل الأربع نسخ أو الخمسة على ذلك النسق فيتم الجميع في دفعة واحدة‏.‏

وكان شديد الحرص على تصحيح الأرقام وحل المحلولات الخمسة ودقائقها إلى الخوامس والسوادس وكتب منها عدة نسخ بخطه وهو شيء يعسر نقله فضلًا عن حسابه وتحريره‏.‏

ومن تصانيفه نزهة النفس بتقويم الشمس بالمركز والوسط فقط والعلامة بأقرب طريق وأسهل ما أخذ وأحسن وجه مع الدقة والأمن من الخطأ وحرر طريقة أخرة على طريق الدر اليتيم يدخل إليها بفاضل الأيام تحت دقائق الخاصة ويخرج منها المقوم بغاية التدقيق لمرتبة الثوالث في صفحات كبيرة متسعة في قالب الكامل‏.‏

وأختصرها الشيخ الوالد في قالب النصف ويحتاج إليها في عمل الكسوفات والخسوفات والأعمال الدقيقة يومًا يومًا‏.‏

ومن تآليفه‏:‏ كفاية الطالب لعلم الوقت وبغية الراغب في معرفة الدائر وفضله والسمت والكلام المعروف في أعمال الكسوف والخسوف والدرجات الوريفة في تحرير قسي العصر الأول وعصر أبي حنيفة وبغية الوطر في المباشرة بالقمر ورسالة عظيمة في حركات أفلاك السيارة وهيآتها وحركاتها وتركيب جداولها على التاريخ العربي على أصول الرصد الجديد وكشف الغياهب عن مشكلات أعمال الكواكب ومطالع البدور في الضرب والقسمة والجذور وحرك ثلثمائة وستة وثلاثين كوكبًا من الكواكب الثابتة المرصودة بالرصد الجديد بالأطوال والأبعاد ومطالع الممر ودرجاته لأول سنة 1139 والقول المحكم في معرفة كسوف النير الأعظم ورشف الزلال في معرفة أستخراج قوس مكث الهلال بطريفي الحساب والجدول‏.‏

وأما كتاباته وحسابياته في أصول الظلال وأستخراج السموت والدساتير فشيء لا ينحصر ولا يمكن ضبطه لكثرته وكان له بالوالد وصلة شديدة وصحبة أكيدة ولماحانت وفاته أقامه وصيًا على مخلفاته وكان يستعمل البرشعثا ويطبخ منه في كل سنة قزانا كبيرًا ثم يملأمنه قدورًا ديدفنها في الشعير ستة أشهر ثم يستعمله بعد ذلك ويكون قد حان فراغ الطبخة الأولى وكان يأتيه من بلده الخانكة جميع لوازمه وذخيرة داره من دقيق وسمن وعسل وجبن وغير ذلك ولا يدخل لداره قمح إلا لمؤنة الفراخ وعلفهم فقط وإذا حضر عنده ضيوف وحان وقت الطعام قدم لكل فرد من الخاضرين دجاجة على حدته‏.‏

ولم يزل حتى توفي ثاني عشر جمادى الأولى سنة 1158 يوم الجمعة ودفن بجوار تربة الشيخ البحيري كاتب القسمة العسكرية بجوار حوش العلامة الخطيب الشربيني‏.‏

ومات قاضي قضاة مصر صالح أفندي القسطموني‏.‏

كان عالمًا بالأصول والفروع صوفي المشرب في التورع ولي قضاء مصر سنة 1154 وبها مات سنة 1155 ودفن عند المشهد الحسيني‏.‏

ومات السيد زين العابدين المنوفي المكي أحد السادة المشهورين بالعلم والفضل توفي سنة 151‏.‏

ومات السيد الشربف حمود بن عبد الله ابن عمرو النموي الحسيني المكي أحد أشراف آل نمي كان صاحب صدارة ودولة وأخلاق رضية ومحاسن مرضية حسن المذاكرة والمطارحة لطيف المحاضرة والمحاورة‏.‏

توفي أيضًا سنة 1151‏.‏

ومات الأجل الفاضل المحقق أحمد أفندي الواعظ الشريف التركي كان من أكابر العلماء أمارا بالمعروف ولا يخالف في الله لومه لائم وكان يقرأ الكتب الكبار ويباحث العلماء على طريق النظار ويعظ العامة بجامع المرداني فكانت الناس تزدحم عليه لعذوبة لفظه وحسن بيانه وربما حضره بعض الأعيان من أمراء مصر فيسبهم جهرًا ويشير إلى مثالهم وربما منقوا منه وسلطوا عليه جماعة من الأتراك ليقتلوه فيخرج عليهم وحده فيغشى الله على أبصارهم‏.‏

مات في حادي عشري الحجة سنة 1161‏.‏

ومات القطب الكامل السيد عبد الله بن جعفر بن علوي مدهر باعلوى نزيل مكة ولد بالشحر وبها نشأ ودخل الحرمين وتوجه إلى الهندي ومكث في دهلي مدة تقرب من عشرين عامًا ثم عاد إلى الحرمين وأخذ عن والده وأخيه العلامة علوي ومحمد بن أحمد بن علي الستاري وابن عقيلة وآخرين‏.‏

وعنه أخذ الشيخ السيد وشيخ والسيد عبد الرحمن العيدروس‏.‏

وله مؤلفات نفيسة منها‏:‏ كشف أسرار علوم المقربين ولمح النور بباء اسم الله يتم السرور وأشرق النور وسناه من سر معنى الله لا نشهد سواه والأصل أربعة أبيات للقطب الحداد واللآلى الجوهرية على العقائد البنوفرية وشرح ديوان شيخ بن اسمعيل الشحري والنفحة المهداة بأنفاس العيدروس بن عبد الله والايفا بترجمة العيدروس جعفر بن مصطفى ديوان شعر ومراسلات ومات السيد الأجل عبد الله بن مشهور بن علي بن أبي بكر العلوي أحد السادة أصحاب الكرامات والأشراقات كان مشهورًا برؤية الخضر أدركه السيد عبد الرحمن العيدروس وترجمه في ذيل المشرع وأثنى عليه وذكر له بعض كرامات‏.‏

توفي سنة 1144‏.‏

ومات الأستاذ النجيب الماهر المتفنن جمال الدين يوسف بن عبد الله الكلارجي الفلكي تابع حسن أفندي كاتب الروزنامة سابقًا‏.‏

قرأ القرآن وجود الخط وتوجهت همته للعلوم الرياضية كالهيئة والهندسة والحساب والرسم فتقيد بالعلامة الماهر رضوان أفندي وأخذ عنه وأجتهد وتمهر وصار له باع طويل في الحسابيات والرسميات وساعده على إدراك مأموله ثروة مخدومه فاستنبط واخترع ما لم يسبق به وألف كتابًا حافلًا في الظلال ورسم المنحرفات والبسائط والمزاول والأسطحة جمع فيه ما تفرق في غيره من أوضاع المتقدمين بالأشكال الرسمية والبراهين الهندسية والتزم المثال بعد المقال والكف كتابا أيضًا في منازل القمر ومحلها وخواصها وسماها كنز الدرر في أحوال منازل القمر وغير ذلك‏.‏

وأجتمع عنده كتب وآلات نفيسة لم تجتمع عند غيره ومنها نسخة الزيج السمرقندي بخط العجم وغير ذلك‏.‏

توفي سنة 1153‏.‏

ومات الإمام العلامة والعمدة الفهامة مفتي المسلمين الشيخ أحمد بن عمر الأسقاطي الحنفي المكنى بأبي السعود تفقه على الشيخ عبد الحي الشرنبلالي والشيخ علي العقدي الحنفي البصير وحضر عليه المنار وشرحه لابن فرشته وغيره والشيخ أحمد النفراوي المالكي والشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني والشيخ أحمد ابن عبد الرزاق الروحي الدمياطي الشناوي والشيخ أحمد الشهير بالبناء وأحمد بن محمد بن عطية الشرقاوي الشهير بالخليفي والشيخ أحمد بن محمد المنفلوطي الشافعي الشهير بابن الفقيه والشيخ عبد الرؤوف البشبيشي وغيرهم كالشيخ عبد ربه الديوي ومحمد بن صلاح الدين الدنجيهي والشيخ منصور المنوفي والشيخ صالح البهوتب ومهر في العلوم وتصدر لالقاء الدروس الفقهية والمعقولية وأفاد وأفتى وألف وأجاد وأنتفع الناس بتآليفه ولم يزل يملي ويفيد حتى توفي سنة 1159‏.‏

ومات الأستاذ الكبير والعلم الشهير صاحب الكرامات الساطعة والأنوار المشرقة اللامعة سيدي عبد الخالق بن وفا قطب زمانه وفريد أوانه وكان على قدم أسلافه وفيه فضيلة وميل للشعر وأمتدحه الشعراء وأجازهم الجوائز السنية وكان يحب سماع الآلات‏.‏

توفي رحمه الله في ثاني عشر ذي الحجة سنة 1161‏.‏

ومات الأستاذ شيخ الطريقة والحقيقة قدوة السالكين ومربي المريدين الإمام المسلك السيد مصطفى بن كمال الدين المذكور في منظومة النسبة لسيدي عبد الغني النابلسي كما ذكره السيد الصديقي في شرحه الكبير على ورده السحري البكري الصديقي الخلوتي نشأ ببيت المقدس على أكرم الأخلاق وأكملها رباه شيخه الشيخ عبد اللطيف الحلبي وغذاه بلبان أهل المعرفة والتحقيق ففاق ذلك الفرع الأصل وظهرت به في أفق الوجود شمس الفضل فبرع فهمًا وعلمًا وأبدع نثرًا نظمًا ورحل إلى جل الأقطار لبلوغ أجل الأوطار كما دأب على ذلك السلف لما فيه من أكتساب المعالي والشرف‏.‏

ولما أرتحل إلى اسلامبول لبس فيها ثياب الخمول ومكث فيها سنة لم يؤذن له بارتحال ولم يدر كيف الحال‏.‏

فلما كان آخر السنة قام ليلة فصلى على عادته من التجهد ثم جلس لقراءة الورد السحري فأحب أن تكون روحانية النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس ثم روحانية خلفائه الأربعة والأئمة الأربعة والأقطاب الأربعة والملائكة الأربعة‏.‏

فبينما هو في أثنائه إذ دخل عليه رجل فشمر عن أذياله كأنه يتخطى أناسا في المجلس حتى انتهى إلى موضع فجلس فيه ثم لما ختم الورد قام ذلك الرجل فسلم عليه ثم قال‏:‏ ماذا صنعت يا مصطفى فقال له‏:‏ ما صنعت شيئًا‏.‏

فقال له‏:‏ ألم ترني أتخطى الناس قال‏:‏ بلى أنما وقع لي أني أحببت أن تكون روحانية من ذكرناهم حاضرة‏.‏

فقال له‏:‏ لم يتخلف أحد مم أردت حضوره وما أتيتك إلا بدعوة والآن أذن لك في الرحيل‏.‏

وحصل الفتح والمدد والرجل المذكور هو الولي الصوفي السيد محمد التافلاتي متى عبر السيد في كتبه بالوالد فهو السيد محمد المذكور وقد منحه علوما جمة‏.‏

ورحل أيضًا إلى جبل لبنان وإلى البصرة وبغداد وما والاهما وحج مرات وتآليفه تقارب المائتين وأحزابه وأوراده أكثر من ستين وأجلها ورده السحري إذ هو باب الفتح وله عليه ثلاثة شروح أكبرها في مجلدين‏.‏

وقد شاد أركان هذه الطريقة وأقام رسومها وأبدى فرائدها وأظهر فوائدها ومنحه الله من خزائن الغيب ما لا يدخل تحت حصر‏.‏

قال الشيخ الحفني أنه جمع مناقب نفسه في مؤلف نحو أربعين كراسًا تسويدًا في الكامل ولم يتم‏.‏

وقد راى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقال له‏:‏ من أين لك هذا المدد فقال‏:‏ منك يا رسول الله‏.‏

فأشار أن نعم ولقي الخضر عليه السلام ثلاث مرات وعرضت عليه قطبانية المشرق فلم يرضها وكان أكرم من السيل وأمضى في السر من السيف وأوتي مفاتيح العلوم كلها حتى أذعن له أولياء عصره و محققوه في مشارق الأرض ومغاربها وأخذ على رؤساء الجن العهود وعم مدده سائر الورود ومناقبه تجل عن التعداد وفيما أشرنا إليه كفاية لم أراد‏.‏

وأخذ عنه طريق السادة الخلوتية الأستاذ الحفني وارتحل لزيارته والأخذ عنه إلى الديار الشامية كما سيأتي ذلك في ترجمته وحج سنة إحدى وستين ثم رجع إلى مصر وسكن بدار عند قبة المشهد الحسيني وتوفي بها في ثاني عشر ربيع الثاني 1162 ودفن بالمجاورين ومولده في آخر المائة بعد الألف بدمشق الشام‏.‏

ومات العلامة الثبت المحقق المحرر المدقق الشيخ محمد الدفري الشافعي أخذ العلم عن الأشياخ من الطبقة الأولى وأنتفع به فضلاء كثيرون منهم العلامة الشيخ محمد المصيلحي والشيخ عبد الباسط السنديوني وغيرهما توفي سنة 1161‏.‏

ومات الأجل المكرم عبد الله أفندي الملقب بالانيس أحد المهرة في الخط الضابط كتب على الشاكري وغيره وأشتهر أمره جدًا وكان مختصًا بصحبة مير اللواء عثمان بك ذي الفقار أمير الحج وكتب عليه جماعة ممن رأيناهم ومنهم شيخ الكتبة بمصر اليوم حسن أفندي مولى الوكيل المعروف بالرشدي وقد أجازه في مجلس حافل‏.‏

توفي سنة 1159‏.‏

ومات الإمام الفقيه المحدث شيخ الشيوخ المتقن المتفنن المتجر الشيخ أحمد بن مصطفى بن أحمد الزبيري المالكي الإسكندري نزيل مصر وخاتمة المسندين بها الشهير بالصباغ ذكر في برنامج شيوخه أنه أخذ عن إبراهيم بن عيسى البلقطري وعلي بن فياض والشيخ محمد النشرتي والشيخ محمد الزرقاني وأحمد الغزاوي وإبراهيم الفيومي وسليمان الشبرخيتي ومحمد زيتونة التونسي نزيل الإسكندرية وأبي العز العجمي وأحمد بن الفقيه والكنكسي ويحيى الشاوي وعبد الله البقري وصالح الحنبلي وعبد الوهاب الشنواني وعبد الباقي القليني وعلي الرميلي وأحمد السجيني وإبراهيم الكتبي وأحمد الخليفي ومحمد الصغير والوزراري وعبده الديوي وعبد القادر الواطي وأحمد بن محمد الدرعي‏.‏

ورحل إلى الحرمين فأخذ عن البصري والنخلي والسندي ومحمد أسلم وتاج الدين القلعي والسيد سعد الله‏.‏

وكان المترجم أمامًا علامة سليم الباطن معمور الظاهر قد عم به الأنتفاع‏.‏

روى عنه كثيرون من الشيوخ وكان يذهب في كل سنة إلى تغر الإسكندرية فيقيم بها شعبان ورمضان وشوالًا وثم يرجع إلى مصر يملي ويفيد ويدرس حتى توفي في سنة 1162 ودفن بتربة بستان المجاورين بالصحراء‏.‏

ذكر من مات في هذه السنين من الأمراء المشهورين والأعيان مات الأمير علي بك ذو الفقار وهو مملوك ذي الفقار بك وخشداش عثمان بك ولما دخلوا على أستاذه وقت العشاء وقتلوه كما تقدم كان هو إذ ذاك خازنداره كما تقدم فقال المترجم بأعلى صوته‏:‏ الصنجق طيب هاتوا السلاح فكانت هذه الكلمة سببًا لهزيمة القاسمية وإخمادهم إلى آخر الدهر وعد ذلك من فطانته وثبات جأشه في ذلك الوقت والحالة‏.‏

ثم أرسل إلى مصطفى بك بلغيه فحضر عنده وجمع إليه محمد بك قطامش وأرباب الحل والعقد وأرسلوا إلى عثمان بك فحضر من التجريدة ورتبوا أمورهم وقتلوا القاسمية الذين وجدوهم في ذلك الوقت‏.‏

ولما وقف العرب بطريق الحجاج في العقبة سنة سبع وأربعين وكان أمير الحاج رضوان بك أرسل إلى محمد بك قطامش فعرفه ذلك فأجتمع الأمراء بالديوان وتشاوروا فيمن يذهب لقتال العرب فقال المترجم أنا أذهب إليهم وأخلص من حقهم وأنقذ الحجاج منهم ولاآخذ من الدولة شيئًا بشرط أن أكون حاكم جرجا عن سنة ثمان وأربعين فأجابوه إلى ذلك وألبسه الباشا قفطانًا وقضى أشغاله في أسرع وقت وخرج في طوائفه ومماليكه وأتباع أستاذه وتوجه إلى العقبة وحارب العرب حتى أنزلهم من الحلزونات وأجلاهم وطلع أمير الحاج بالحجاج وساق هو خلف العرب فقتل منهم مقتلة عظيمة ولحق الحجاج بنخل ودخل صحبتهم‏.‏

ولما دخل توت سافر إلى ولاية جرجا فأقام بها أياما ومات هناك بالطاعون‏.‏

ومات الأمير مصطفى بك بلغيه تابع حسن أغا بلغيه تقلد الإمارة والصنجقية في أيام اسمعيل بك ابن ايواظ سنة 1135 لم يزل أميرًا متكلمًا وصدرًا من صدور أصحاب الأمر والنهي والحل والعقد إلى أن مات بالطاعون على فراشه سنة 1148 ومات أيضًا رضوان أغا الفقاري وهو جرجي الجنس تقلد اغاوية مستحفظان عندما عزل علي أغا المقدم ذكره في أواخر سنة 1118 ثم تقلد كتخدا الجاويشية ثم أغات جملية في سنة 120 وكان من أعيان المتكلمين بمصر وفر من مصر وهرب مع من هرب في الفتنة الكبرى إلى بلاد الروم ثم رجع إلى مصر سنة خمس وثلاثين باتفاق من أهل مصر بعدما بيعت بلاده وماتت عياله ومات له ولدان‏.‏

فمكث بمصر خاملًا إلى سنة ست وثلاثين ثم قلده اسمعيل بك بن أيواظ آغاوية الجملية فاستقر بها نحو خمسين يومًا‏.‏

ولما قتل اسمعيل بك في تلك السنة نفي المترجم إلى أبي قير خوفًا من حصول الفتن فأقام هناك ثم رجع إلى مصر وأستمر بها إلى أن مات في الفصل سنة 1148‏.‏

ومات كل من اسمعيل بك قيطاس وأحمد بك اشراق ذي الفقار بك الكبير وحسن بك وحسين بك كتخدا الدمياطي واسمعيل كتخدا تابع مراد كتخدا وخليل جاويش قباجيه وأفندي كبير عزبان وحسن جاويش بيت مال العزب وأفندي صغير مستحفظان وأحمد أوده باشا المطرباز ومحمد أغا ابن تصلق أغات مستحفظان وحسن جلبي بن حسن جاويش خشداش عثمان كتخدا القازدغلي وغير ذلك مات الجميع في الفصل سنة ثمان وأربعين‏.‏

ومات أحمد كتخدا الخربطلي وهو الذي عمر الجامع المعروف بالفاكهاني الذي بخط العقادين الرومي بعطفة خوش وقدم وصرف عليه من ماله مائة كيس وأصله من بناء الفائز بالله الفاطمي وكان أتمامه في حادي عشر شوال سنة 1148 وكان المباشر على عمارته عثمان جلبي شيخ طائفة العقادين الرومي وجعل مملوكه علي ناظرا عليه ووصيًا على تركته‏.‏

ومات المترجم في واقعة بيت محمد بك الدفتر دار سنة 1149 مع من مات كما تقد الألماع بذكر ذلك في ولاية باكير باشا‏.‏

ومات الأمير عثمان كتخدا القازدغلي تابع حسن جاويش القازدغلي والد عبد الرحمن كتخدا صاحب العماير‏.‏

تنقل في مناصب الوجاقات في أيام سيده وبعدها إلى أن تقلد الكتخدائية ببابه وصار من أرباب الحل والعقد وأصحاب المشورة وأشتهر ذكره ونما صيته وخصوصًا لما تغلبت الدول وطهرت الفقارية‏.‏

ولما وقع الفصل في سنة ثمان وأربعين ومات الكثير من أعيان مصر وأمرائها غنم أموالا كثيرة من المصالحات والتركات وعمر الجامع المعروف بالأزبكية بالقرب من رصيف الخشاب في سنة سبع وأربعين وحصلت الصلاة فيه ووقع به ازدحام عظيم حتى أن عثمان بك ذا الفقار حضر للصلاة في ذلك اليوم متأخرًا فلم يجد له محلًا فيه فرجع وصلى بجامع أزبك‏.‏

وملأوا المزملة بشربات السكر وشرب منه عامة الناس وطافوا بالقلل لشرب من بالمسجد من الأعيان وعمل سماطًا عظيمًا في بيت كتخداه سليمان كاشف برصيف الخشاب وخلع في ذلك اليوم على حسن أفندي ابن البواب الخطيب والشيخ عمر الطهلاوي المدرس وأرباب الوظائف خلعا وفرق على الفقراء دراهم كثيرة وشرع في بناء الحمام بجواره بعد تمام الجامع والسبيل والكتاب وبنى زاوية العميان بالأزهر ورحبة رواق الأتراك والرواق أيضًا ورواق السليمانية ورتب لهم مرتبات من وقفه وجعل مملوكه سليمان الجوخدار ناظرًا ووصيًا وألبسه الضلمة‏.‏

ولم يزل عثمان كتخدا أميرًا ومتكلمًا بمصر وافر الحرمة مسموع الكلمة حتى قتل مع من قتل ببيت محمد بك الدفتر دار مع أن الجمعية كانت باطلاعه ورأيه ولم يكن مقصودًا بالذات في القتل‏.‏

ومات الأمير الكبير محمد بك قيطاس المعروف بقطامش وهو مملوك قيطاس بك جرجي الجنس وقيطاس بك مملوك إبراهيم بك ابن ذي الفقار بك تابع حسن بك الفقاري تولى الإمارة والصنجقية في حياة أستاذه وتقلد إمارة الحج سنة خمس وعشرين وطلع بالحج مرتين وتقلد أيضًا إمارة الحج سنة 1146 و 1148 لما قتل عابدي باشا أستاذه بقراميدان سنة 1126 كما تقدم ذكر ذلك عصى المترجم وكرنك في بيته هو وعثمان بك بارم ذيله وطلب بثار أستاذه ولم يتم له أمر وهرب إلى بلاد الروم فأقام هناك إلى أن ظهر ذو الفقار في سنة ثمان وثلاثين وخرج جركس هاربًا من مصر فأرسل عند ذلك أهل مصر يستدعون المترجم ويطلبون من الدولة حضوره إلى مصر فأحضروه وأرسلوا إلى مصر وأنعموا عليه بالدفتر دارية‏.‏

ولما وصل إلى مصر لم يتمكن منها حتى قتل علي بك الهندي فعند ذلك تقلد الدفتر دارية وظهر أمره ونما ذكره وقلد مملوكه علي صنجقًا وكذلك اشراقه إبراهيم بك‏.‏

ولما عزل باكير باشا تقلد المترجم قائمقامية وذلك سنة ثلاث وأربعين‏.‏

وبعد قتل ذي الفقار بك صار المترجم أعظم الأمراء المصرية وبيده النقض والأبرام والحل والعقد وصناجقه علي بك ويوسف بك وصالح بك وإبراهيم بك ولم يزل أميرًا مسموع الكلمة وافر الحرمة حتى قتل في واقعة بيت الدفتر دار كما تقد وقتل معه أيضًا من أمرائه علي بك وصالح بك‏.‏

ومات معهم أيضا يوسف كتخدا البركاوي وكان أصله جربجيا بباب العزب وطلع سردار بيرق في سفر الروم ثم رجع إلى مصر فأقام خاملًا قليل الحظ من المال والجاه فلما حصلت الواقعة التي ظهر فيها ذو الفقار وأجتمع محمد باشا وعلي باشا والأمراء وحصرهم محمد بك جركس من جهات الرميلة من ناحية مصلى المؤمنين والحصرية وتلك النواحي وتابعوا رمي الرصاص على من بالمحمودية وباب العزب والسلطان حسن بحيث منعوهم المرور والخروج والدخول وضاق الحال عليهم بسبب ذلك فعندها تسلق المترجم وخاطر بنفسه ونط من باب العزب إلى المحمودية والرصاص نازل من كل ناحية وطلع عند الباشا والأمراء وطلب فرمانا خطا بالكتخدا العزب بأنه يفرد قايبر بمائة نفر وأوده باشه ويكون هو سر عسكر ويطرد الذين في سبيل المؤمنين وهو يملك بيت قاسم بك ويفتح الطريق فأعطوه ذلك وفعل ما تقدم ذكره وملك بيت قاسم بك وجرى بعد ذلك ما جرى‏.‏

ولما انجلت القضية جعلوه كتخدا باب العزب وظهر شأنه من ذلك الوقت وأشتهر ذكره وعظم صيته‏.‏

وكان كريم النفس ليس للدنيا عنده قيمة ولم يزل حتى قتل في واقعة بيت الدفتر دار‏.‏

ومات الأمير قيطاس بك الأعور وهو مملوك قيطاس بك الفقاري المتقدم ذكره تقلد الإمارة في أيام أستاذه كان المترجم مسافرًا بالخزينة ونازلًا بوطاقه بالعادلية وكان خشداشة محمد بك قطامش نازلًا بسبيل علام فلما بلغه قتل أستاذه ركب هو وعثمان بك بارم ذيله وأتيا إليه وطلباه للقيام معهما في طلب ثار أستاذهم فلم يطاوعهما على ذلك وقال‏:‏ أنا معي خزينة السلطان وهي في ضماني فلا أدعها وأذهب معكما في الأمر الفارغ وفيكم البركة‏.‏

وذهب محمد بك وفعل ما فعله من الكرنكة في داره ولم يتم له أمر وخرج بعد ذلك هاربًا من مصر ولحق بقيطاس بك المذكور وسافر معه إلى الديار الرومية وأستمر هناك إلى أن رجع كما ذكر وعاد المترجم سنة اثنتين وأربعين وتوفي بمنى ودفن هناك‏.‏

ومات الأمير علي كتخدا الجلفي تابع حسن كتخدا الجلفي المتوفى سنة 1124‏.‏

تنقل في الإمارة بباب عزبان بعد سيده وتقلد الكتخدائية وصار من أعيان الأمراء بمصر وأرباب الحل والعقد ولما أنقضت الفتنة الكبيرة وطلع اسمعيل بك بن ايواظ إلى باب العزب وقتل عمر أغا أستاذ ذي الفقار بك وأمر بقتل خازنداره ذي الفقار المذكور أستجار بالمترجم وكان بلديه وكان إذ ذاك خازندار عند سيده حسن كتخدا فأجاره وأخذه في صدره وخلص له حصة قمن العروس كما تقدم فلم يزل يراعي له ذلك حتى أن يوسف كتخدا البركاوي أنحرف منه في أيام إمارة ذي الفقار وأراد غدره وأسر بذلك إلى ذي الفقار بك فقال له‏:‏ كل شيئ أطاوعك فيه إلا الغدر بعلي كتخدا فإنه كان السبب في حياتي وله في عنقي ما لا أنساه من المنن والمعروف وضمانة علي في كل شيء‏.‏

وقلده الكتخدائية وسبب تلقبهم بهذا اللقب هو أن محمد أغا مملوك بشير أغا القزلار أستاذ حسن كتخدا كان يجتمع به رجل يسنمى منصور الزتاحرجي السنجلفي من قرية من قرى مصر تسمى سنجلف وكان متمولًا وله ابنة تسمى خديجة فخطبها محمد أغا لمملوكه حسن أغا أستاذ المترجم وزوجها له وهي خديجة المعروفة بالست الجلفية‏.‏

وسبب قتل المترجم ماذكر في ولاية سليمان باشا بن العظم لما أراد أيقاع الفتنة وأتفق مع عمر بك ابن علي بك قطامش على قتل عثمان بك ذي الفقار وإبراهيم بك قطامش وعبد الله كتخدا القازدغلي والمترجم وهم المشار إليهم إذ ذاك في رياسة مصر‏.‏

وأتفق عمر بك مع خليل بك وأحمد كتخدا عزبان البركاوي وإبراهيم جاويش القازدغلي وتكفل كل منهم بقتل أحد المذكورين فكان أحمد كتخدا ممن تكفل بقتل المترجم فأحضر شخصًا يقال له لاظ إبراهيم من أتباع يوسف كتخدا الركاوي وإغراه بذلك فانتخب له جماعة من جنسه ووقف بهم في قبو السلطان حسن تجاه بيت آقبردي ففعل ذلك ووقف مع من أختارهم بالمكان المذكور ينتظر مرور علي كتخدا وهو طالع إلى الديوان وأرسل إبراهيم جاويش إنسانًا من طرفه سرًا يقول لا تركب في هذا اليوم صحبة أحمد كتخدا فإنه عازم على قتلك‏.‏

وبعد ساعة حضر إليه أحمد كتخدا فقام وتوضأ وقال لكاتبه التركي‏:‏ خذ من الخازندار الفلاني ألف محبوب ندفعها فيما علينا من مال الصرة‏.‏

فأخذ الكاتب في كيس وسبقه إلى الباب وركب مع أحمد كتخدا وإبراهيم جاويش وخلفهم حسنكتخدا الرزاز وأتباعهم فلما وصلوا إلى المكان المعهود خرج لاظ إبراهيم وتقدم إلى المترجم كأنه يقبل يده فقبض علي يده وضربه بالطبنجة في صدره فسقط إلى الـأرض وأطلـق باقـي الجماعـة مـا معهـم مـن آلـات النـار‏.‏

وعبقـت الدخنـة فرمـح ابن أمين البحرين وذهـب إلـى بيتـه وطلـع أحمـد كتخـدا وصحبتـه حسـن كتخدا الرزاز إلى الباب‏.‏

ولما سقط على كتخـدا سحبـوه إلـى الخربـة وفيه الروح فقطعوا رأسه ووضعوها تحت مسطبة البوابة في الخرابة وطلعوا إلى الباب وعندما طلع أحمد كتخدا واستقر بالباب أخذ الألف محبوب من الكاتب وطرده وأقترض من حسن كتخدا المشهدي ألف محبوب أيضًا وفرق ذلك على من الباب من أوده باشية والنفر‏.‏

ومن مآثر علي كتخدا المترجـم القصـر الكبيـر الـذي بناحيـة الشيـخ قمـر المعـروف بقصـر الجلفـي وكـان في السابق قصرًا صغيرًا يعرف بقصر القبرصلي وأنشأ أيضًا القصر الكبير بالجزيرة المعروفة بالفرشة تجاه رشيد الذي هدمه الأمير صالح الموجود الآن زوج الست عائشة الجلفية في سنة 1202 وباع أنقاضه وله غير ذلك مآثر كثيرة وخبرات رحمه الله‏.‏

ومات أحمد كتخدا المذكور قاتل علي كتخدا المذكور ويعرف بالبركاوي لأنه اشراق يوسف كتخدا البركاوي‏.‏

وخبر قتله أنه لما تم ما ذكر ونزول أحمد كتخدا من باب العزب بتمويهات حسيـن بـك الخشـاب وملكـه أتبـاع عثمـان بـك ندم على تفريطه ونزوله وعثمان بك يقول‏:‏ لابد من قتل قاتل صاحبي ورفيق سيدي قبل طلوعي إلى الحج وإلا أرسلت خلافي وأقمت بمصر وخلصت ثار المرحوم‏.‏

وأرسل إلى جميع الأعيان والرؤساء بأنهم لا يقبلوه وطاف هو عليهم بطول الليل فلم يقبله منهم أحد فضاقت الدنيا في وجهه وتوفي في تلك الليلة محمد كتخدا الطويل فاجتمع الاختيارية والأعيان ببيته لحضور مشهده فدخل عليهم أحمد كتخدا في بيت المتوفـى وقـال‏:‏ أنـا في عرض هذا الميت‏.‏

فقال له‏:‏ أطلع إلى المقعد وأجلس به حتى نرجع من الجنازة‏.‏

فطلع إلى المقعد كما أشاروا إليه وجلس لاظ إبراهيم بالحوش وصحبته اثنان من السراجين فلما خرجوا بالجنازة إغلقوا عليهم الباب من خارج وتركوا معهم جماعة حرسجية وأقامـوا مماليـك أحمد كتخدا في بيته يضربون بالرصاص على المارين حتى قطعوا الطريق وقتلوا رجلًا مغربيًا وفراشًا وحمارًا‏.‏

فأرسل عثمان بك إلى رضـوان بـك كتخـدا يأمـره بإرسـال جاويـش ونفـر وقابجيـة بطلـب محمـد كتخـدا مـن بيتـه ففعل ذلك فلما وصلوا إلى هناك ويقدمهم أبو مناخير فضة وجدوا رمي الرصاص فرجعوا ودخلوا من درب المغربلين وأرادوا ثقب البيت من خلفه فأخبرهم بعض الناس وقال بهم الذي مرادكم فيه دخل بيت الطويل فأتوا إلى البـاب فوجـدوه مغلقـًا من خارج فطلبوا حطبًا وأرادوا أن يحرقوا الباب فخاف الذين أبقوهم في البيت من النهب فقتلوا لاظ ابراهيم ومن معه وطلعوا إلى أحمد كتخدا فقتلوه أيضًا وألقوه من الشباك المطل على حوض الداودية فقطعوا رأسه وأخذوها إلى رضوان كتخدا فأعطاهم البقاشيش وقطـع رجـل ذراعـه وذهـب بهـا إلـى السـت الجلفيـة وأخـذ منها بقشيشًا أيضًا‏.‏

ورجع من كان في الجنـازة وفتحـوا البـاب وأخرجـوا لـاظ إبراهيـم ميتـًا ومن معه وقطعوه قطعًا‏.‏

واستمر حمد كتخدا مرميًا من غير رأس ولا ذراع حتى دفنوه بعد الغروب ثم دفنوا معه الرأس والذراع‏.‏

ومات الأمير سليمان جاويش تابع عثمان كتخدا القازدغلي الذي جعله ناظرًا وصيـًا وكـان جوخداره ولما قتل سيده استولى على تركته وبلاده ثم تزوج بمحظية أستاذه الست شويكار الشهيرة الذكر ولم يعط الوارث الذي هو عبد الرحمن بن حسن جاويش أستاذ عثمان كتخدا سـوى فائـظ أربعـة أكيـاس لا غيـر‏.‏

وتواقـع غبـد الرحمن جاويش على اختيارية الباب فلم يساعده أحد فحنـق منهـم واتسلـخ مـن بابهـم وذهـب إلـى بـاب العـزب وحلـف أنـه لا يرجـع إلـى بـاب الينكجريـة مـادام سليمـان جاويـش حيـًا‏.‏

وكـان المترجـم صحبـة أستـاذه وقـت المقتلـة ببيـت الدفتردار فانزعجوداخله الضعف ومرض القصبة ثم انفصـل مـن الجاويشيـة وعمـل سـردار قطـار سنـة إحـدى وخمسيـن وركـب في الموكب وهو مريض وطلع إلى البركة في تختروان وصحبته الطبيب فتوفـي بالبركـة وأميـر الحـاج إذ ذاك عثمـان بك ذو الفقار وكان هناك سليمان آغا كتخدا لجاويشية وهو زوج أم عبد الرحمن جاويش فعرف الصنجق بموت سليمان جاويش ووارثه عبد الرحمن جاويـش واستأذنـه فـي إحضـاره وأن يتقلـد منصبه عوضه فأرسلوا إليه وأحضروه ليلًا وخلع عليه عثمان بك قفطان السردارية وأخذ عرضه من باب العزب وطيب سليمان آغا خاطر الباشا بحلوان وكتب البلاد باسم عبد الرحمن جاويش وأتباعه وتسلم مفاتيح الخشاخين والصناديق والدفاتر من الكاتب وجاز شيئًا كثيرًا وبرفي قسمه ويمينه‏.‏ ومات